توقف مؤقت عند المحطة التاسعة والعشرين

ليس له في تداول الأيام شأن، عُرف عنه فقدانه الفظيع بالحس في الزمن، وبمضي الأيام "زاهدًا فيما سيأتي" غير عابئ سوى بما ينتظره منذ مدّة؛ أن يصير بخير. لم يحدث وأن عاش أيامًا كهذه، تموج به كيفما شاءت، لا معين عليها سوى التقاط الأنفاس. أمضى جل وقته وحيدًا، إلا من الأشخاص الذين اعتاد على تصنيفهم … متابعة قراءة توقف مؤقت عند المحطة التاسعة والعشرين

الطريق إلى بيتِ الجدّة

بواسطة رؤى غفوة عادت لها ذكرىً من زمن يبعد عنها أعوامًا ومسافاتٍ وبناياتٍ وشخوصٍ وحيواتٍ لم تعد موجودة: اختفت كأنما لم تكن؛ بفعلِ جريان الأيام الذي يضفي على الحياةِ تغيراتٍ لا يدركها عقلُ الصغيرة التي كانتها، ومن ذلك: الهدم لأجل البناء. هدم حارةٍ كاملة لأجل بناء فندقٍ أو شق طريق اسمنتي.كانت قد خرجت يومًا مع … متابعة قراءة الطريق إلى بيتِ الجدّة

عن الصبي الذي صيّر النخل رمادًا

رسمها فارس بينما يبدأ الإنسان تعلم النطق؛ يصير قاصًّا. كل إنسانٍ قاصٌ بالضرورة. حكواتيٌ يضفي على كلماته وحياته بعضًا من أناه، فتكون الحكاية. زرتُ مرةً قرية أجدادي، وقضيت بها بضعةَ أيامٍ آثرت فيها مصاحبة أختين؛ الأولى منهن عاقلة، والأخرى صاخبةٌ شقية. وقد كان لهذا التوازن أثرٌ بارع في صقل ذكرياتي حول ذلك المكان الغامض، الذي … متابعة قراءة عن الصبي الذي صيّر النخل رمادًا

ما يلقى الفؤاد، وما لقي

Blue Nudes- Henri Matisse لم يكن مختلفًا. إلا أن به اختلافًا يميزه عن غيره؛ ذلك الاختلاف الذي تخص به أعيننا شخصًا -لا لشيءٍ- سوى لأنّنا نحبه. عُهدت إليه أمورٌ يحسبها هينةً، وهي عند العاهد عظيمة. أو كما تقول الجارة: "إنتا شايفها عادية، ومش بهالأهمية". إذ أنه غير معتادٍ على تقدير الأمور حق قدْرها ما دامت … متابعة قراءة ما يلقى الفؤاد، وما لقي

الزرقة من ورائكم… والنّهر أمامكم

La Grenouillère- Auguste Renoir أستحضر ذكرى قديمة لنهرٍ قاتم الزرقة، يبدو للوهلة الأولى بعمقٍ مرئي؛ كحوضِ استحمام طويل ملئ حتى المنتصف، حتى لا يحمّل المتحمم نفسه خطيئة الهدر.كنت جالسةً ليلًا على إحدى ضفافه. وبيدي بوظة ڤانيلا صارت بفعل الجو أقرب إلى كأس حليب يبدأ به طفلٌ ما صباحه مكرهًا. يمر زورق صغير مشرّع بإضاءات نيون … متابعة قراءة الزرقة من ورائكم… والنّهر أمامكم

لو أنَّ الفتى حجرُ

جرّ الظل سِمة كل حي. فلو أمكننا تعريف الأحياء بعيدًا عن أي علمٍ لقلنا بأنها المخلوقات التي تجر وراءها ظلًا. وفي حالته هو؛ كان يجر -إضافةً إلى ظله- ظلال جميع من رحلوا تاركينه وراءهم. فهاهو ظل جدّه يسير بمحاذاة ظله، حاجبًا عنه شعاع الشمس بشماغه، كما اعتاد أن يفعل دائًما. وكدأب جدّته في إرشاده بتبصّر … متابعة قراءة لو أنَّ الفتى حجرُ

دورة حياة كلمة

كان يومًا عصيبًا على قائل، ذاك الذي انتهى بكلمةٍ لم تقال. فكلمةٌ لم تقال كلمة بوسعها أن تؤول أو تصيّر إلى أي أخرى عداها. ترجّلت الكلمة عن سياقها وآثرت الخروج من النافذة، وصارت حائمًة في الهواء ككيس پلاستيك أصفر. سابحةً دونما وجهة. وها هي ذا تلمح اثنين مقبلين على بعضهما في تأنٍ. هبطت إليهما على … متابعة قراءة دورة حياة كلمة

إصباحٌ أمثل

قابالا— 22 يونيو 2018 إنها الساعة الخامسة والنّصف صباحًا. الاستيقاظ بهذا الوقت يعني عودة الأمور لزمامها، والمياه لمجاريها. خصوصًا إن كان استيقاظًا بلا منبّه. وكاحتفالٍ بعودة الاعتيادية للأيام، قرّرت ارتداء فستان أبيض صيفي لاستقبال اليوم. كنت قد قرأت سابقًا في إحدى روايات إيزابيل الليندي بأن كلارا تخلصت من جميع ثيابها الملونة، مع الإبقاء على البيضاء … متابعة قراءة إصباحٌ أمثل